الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآيات (66- 67): {قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67)}.الإعراب: الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (من دون) متعلّق بحال من ما (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (شيئا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي نفعا ما لا قليلا ولا كثيرا الواو عاطفة. جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تعبدون...) في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي: أتعرفون ذلك فتعبدون.. وجملة: (لا ينفعكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (لا يضرّكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. (أفّ) اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، (لكم) متعلّق ب (أفّ)، الواو عاطفة (لما) متعلّق ب (أفّ) فهو معطوف على (لكم)، (من دون) متعلّق بحال من مفعول تعبدون المقدّر أي تعبدونه كائنا من دون اللّه الهمزة للاستفهام الإنكاريّ والفاء عاطفة (لا) نافية. وجملة: (أفّ لكم...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: (تعبدون...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (تعقلون...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجهلتم فلا تعقلون. الفوائد: - أسماء الأفعال: أ- اسم الفعل: هو ما ناب عن الفعل بالعمل، ولم يتأثر بالعوامل. وهو نوعان: مرتجل ومنقول. ب- اسم الفعل المرتجل: هو ما كان من الأصل كما وصلنا، ولم يكن له استعمال آخر، مثل: أوّه، وأفّ ووي بمعنى أتوجّع وأتضجّر وأعجب. ج- اسم الفعل المنقول: هو ما نقل عن غيره، وبعبارة أوضح، هو ما كان له استعمال سابق، ثم نقل إلى استعمال لاحق، فيه معنى الفعل، نحو: دونك ومكانك. ونحو عليك وإليك ورويدا وبله وحذار ونزال: فهو ينقل عن الظرف- وعن الجار والمجرور، وعن المصدر، ويكون قياسيا على وزن فعال. .إعراب الآية رقم (68): {قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (68)}.الإعراب: (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط. جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (حرّقوه...) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (انصروا...) في محلّ نصب معطوفة على جملة حرّقوه. وجملة: (كنتم فاعلين) لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليها الكلام المتقدّم أي إن كنتم ناصرين لها فانصروها. .إعراب الآية رقم (69): {قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (69)}.الإعراب: (نار) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (كوني) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والياء ضمير في محلّ رفع اسم كن (على إبراهيم) متعلّق ب (سلاما)، وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة. جملة: (قلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (النداء وجوابه...) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (كوني بردا...) لا محلّ لها جواب النداء. الصرف: (بردا)، مصدر سماعيّ لفعل برد يبرد باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. .إعراب الآيات (70- 73): {وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ (71) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ (72) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ (73)}.الإعراب: الواو استئنافيّة (به) متعلّق بحال من (كيدا)، الفاء عاطفة (الأخسرين) مفعول به ثان منصوب. جملة: (أرادوا...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (جعلناهم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الواو عاطفة في الموضعين (لوطا) معطوف على ضمير الغائب في (نجّيناه)، (إلى الأرض) متعلّق بفعل نجّيناه بتضمينه معنى أوصلناه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للأرض (فيها) متعلّق ب (باركنا)، (للعالمين) متعلّق ب (باركنا)، وعلامة الجرّ الياء، فهو ملحق بجمع المذكّر السالم. وجملة: (نجّيناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جملة جعلناهم. وجملة: (باركنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي). الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (له) متعلّق ب (وهبنا)، (نافلة) حال منصوبة من يعقوب (كلا) مفعول به مقدّم منصوب (صالحين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء. وجملة: (وهبنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جعلناهم. وجملة: (جعلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جعلناهم. الواو عاطفة في المواضع الخمسة (أئمّة) مفعول به ثان منصوب (بأمرنا) متعلّق ب (يهدون) بتضمينه معنى يدعون (إليهم) متعلّق ب (أوحينا)، (لنا) متعلّق ب (عابدين) خبر كانوا. وجملة: (جعلناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم الأولى. وجملة: (يهدون...) في محلّ نصب نعت لأئمّة. وجملة: (أوحينا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم. وجملة: (كانوا لنا عابدين) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم. الصرف: (فعل)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فعل باب فتح، وزنه فعل على لفظه بكسر فسكون. الفوائد: - الأرض التي باركنا فيها: هي بيت المقدس والقرى حوله. هي جزء من فلسطين. وقيل: كورة من أرض الشام. وفي كلمة فلسطين قولان: إما ملحقة بجمع المذكر السالم، فتعرب إعرابه، وإما ممنوعة من الصرف، فتجر بالفتحة نيابة عن الكسرة. .إعراب الآيات (74- 75): {وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}.الإعراب: الواو استئنافيّة (لوطا) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (حكما) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة في الموضعين (من القرية) متعلّق ب (نجّيناه)، (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للقرية (فاسقين) خبر ثان ل (كانوا)، منصوب، وعلامة النصب الياء. جملة: آتينا (لوطا...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (آتيناه...) لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: (نجّيناه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (كانت تعمل...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي). وجملة: (تعمل الخبائث...) في محلّ نصب خبر كانت. وجملة: (إنّهم كانوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (كانوا قوم سوء...) في محلّ رفع خبر إنّ. الواو عاطفة (في رحمتنا) متعلّق ب (أدخلناه)، (من الصالحين) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: (أدخلناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة (آتينا) لوطا. وجملة: (إنّه من الصالحين) لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة: 1- المجاز: في قوله تعالى: (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ) القرية مجاز عن أهلها. 2- المجاز في قوله تعالى: (وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا): أي في أهل رحمتنا، أي جعلناه في جملتهم وعدادهم، فالظرفية مجازية، أو في جنتنا فالظرفية حقيقية، والرحمة مجاز، ويجوز أن تكون الرحمة مجازا عن النبوة، وتكون الظرفية مجازية أيضا. .إعراب الآيات (76- 77): {وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (77)}.الإعراب: الواو استئنافيّة (نوحا) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، وهو على حذف مضاف أي اذكر خبر نوح (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمضاف المقدّر خبر نوح، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نادى)، الفاء عاطفة في الموضعين (له) متعلّق ب (استجبنا)، (أهله) معطوف على ضمير الغائب المفعول في (نجّيناه)، (من الكرب) متعلّق ب (نجّيناه). جملة: اذكر (نوحا...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (نادى...) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (استجبنا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى. وجملة: (نجّيناه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا. الواو عاطفة (من القوم) متعلّق ب (نصرناه) بتضمينه معنى منعناه (الذين) اسم موصول نعت للقوم (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا)، الفاء عاطفة (أجمعين) حال منصوبة من ضمير الغائب في (أغرقناهم). وجملة: (نصرناه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجّيناه. وجملة: (كذّبوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (إنّهم كانوا...) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: (كانوا...) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (أغرقناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. .إعراب الآيات (78- 82): {وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ (82)}.الإعراب: الواو استئنافيّة (داود) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر وهو على حذف مضاف أي اذكر خبر داود وسليمان، الواو عاطفة (إذ) ظرف زمان للماضي متعلّق بالمضاف المقدّر (خبر)، (في الحرث) متعلّق ب (يحكمان)، (إذ) ظرف متعلّق ب (يحكمان)، (فيه) متعلّق ب (نفشت)، الواو حاليّة (لحكمهم) متعلّق بالخبر (شاهدين). جملة: اذكر (داود...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يحكمان...) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (نفشت... غنم) في محلّ جر بإضافة (إذ) الثاني إليها. وجملة: (كنّا.. شاهدين) في محلّ نصب حال. الفاء عاطفة (سليمان) مفعول به ثان منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة وزيادة ألف نون (كلا.. علما) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (يسبّحن)، ومنع داود من الصرف للعلميّة والعجمة (يسبّحن) مضارع مبنيّ على السكون.. والنون فاعل (الطير) معطوف على الجبال بالواو منصوب، الواو للعطف. وجملة: (فهّمناها...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحكمان. وجملة: (آتينا...) لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (سخّرنا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة فهّمناها. وجملة: (يسبّحن...) في محلّ نصب حال من الجبال. وجملة: (كنّا فاعلين...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة سخّرنا. الواو عاطفة (لكم) متعلّق بنعت للبوس، اللام لام التعليل (تحصنكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من بأسكم) متعلّق ب (تحصنكم). والمصدر المؤوّل (أن تحصنكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (علّمناه). الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف الاستفهام.. والاستفهام بمعنى الأمر. وجملة: (علّمناه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة سخّرنا. وجملة: (تحصنكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (أنتم شاكرون...) جواب شرط مقدّر أي إن فعلنا لكم ذلك فهل أنتم شاكرون. الصرف: (صنعة)، مصدر صنع الثلاثيّ، أو مصدر المرّة منه، وزنه فعلة بفتح فسكون. (لبوس)، جمع لبس- بكسر فسكون- اسم للشيء الملبوس، ووزن لبوس فعول بفتح الفاء. الواو عاطفة (لسليمان) متعلّق بفعل محذوف تقديره سخّرنا (الريح) مفعول به للفعل المقدّر منصوب (عاصفة) حال منصوبة من الريح (بأمره) متعلّق ب (تجري)، (الى الأرض) متعلّق ب (تجري)، (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للأرض (فيها) متعلّق ب (باركنا)، الواو عاطفة (بكلّ) متعلّق بخبر كنّا وهو (عالمين). وجملة: سخّرنا (لسليمان...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة علّمناه. وجملة: (تجري...) في محلّ نصب حال ثانية من الريح. وجملة: (باركنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي). وجملة: (كنّا... عالمين) في محلّ جرّ معطوفة على جملة (سخّرنا). الواو عاطفة (من الشياطين) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (له) متعلّق ب (يغوصون)، (عملا) مفعول به منصوب (دون) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (عملا)، الواو عاطفة (لهم) متعلّق بالخبر حافظين. وجملة: (من الشياطين من يغوصون) في محلّ جرّ معطوفة على جملة (سخّرنا). وجملة: (يغوصون...) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (يعملون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (كنّا.. حافظين) في محلّ جرّ معطوفة على جملة من الشياطين من يغوصون... الصرف: (عاصفة)، مؤنث عاصف، اسم فاعل من عصف الثلاثيّ، وزنه فاعل.. وانظر الآية (22) من سورة يونس. البلاغة: فن جمع المختلف والمؤتلف: في قوله تعالى: (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إلخ) وهذا الفن هو عبارة عن أن يريد المتكلم التسوية بين ممدوحين، فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحهما، ثم يروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر، بزيادة فضل لا ينقص مدح الآخر، فيأتي لأجل ذلك الترجيح بمعان تخالف معاني التسوية. ففي الآية، ساوى أول الآية بين داود وسليمان عليهما السلام، في أهلية الحكم، ثم رجح آخرها سليمان، حيث يقول (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ)، وحصل الالتفات، فأتى بما يقوم مقام تلك الزيادة التي يرجح بها سليمان، لترشد إلى المساواة في الفضل، لتكون فضيلة السن وما يستتبعها من وفرة التجارب وحنكة الحياة قائمة مقام الزيادة التي رجح بها سليمان في الحكم. الفوائد: 1- قصة حكم سليمان وداود في الحرث: روى التاريخ، أن رجلين دخلا على داود عليه السلام، أحدهما صاحب حرث، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: إن هذا قد انفلتت غنمه، فوقعت في حرثي، فلم تبق منه شيئا. فحكم له داود برقاب الغنم، مقابل الحرث. فخرجا، فمرا على سليمان، فأخبراه بحكم أبيه، فقال: لو ولّيت أمركما لحكمت بغير هذا. فعلم داود بمقالة سليمان، فدعاه وأقسم عليه إلا أخبره بما كان سيحكم به. فقال: أدفع الغنم لصاحب الحرث، ينتفع بلبنها وأوبارها، وأدفع الحرث لصاحب الغنم، يغرسه ويرعاه، حتى يعود كما كان، ثم أعيد كلا لصاحبه. فأقر داود قضاء سليمان وأنفذه.. 2- من عجائب حكم سليمان: روى مسلم، من حديث أبي هريرة، قال: «بينا امرأتان معهما ابناهما، إذ جاء الذئب، فذهب بأحدهما، فقالت هذه: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود عليه السلام، فقضى به للكبرى، فمرتا على سليمان، فأخبرتاه، فقال: ايتياني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا ويرحمك اللّه، فقضى به لها». |